موضوع: إضاءات قرآنية ( لطائف وفوائد ) متجدد الجمعة سبتمبر 03, 2010 5:54 pm
أنزل الله القرآن نورًا لا تُطفأ مصابيحه، وسِراجًا لا يخبو توقُّده، ومِنهَاجًا لا يضلُّ نهجه، وعِزًّا لا يُهزم أنصاره، فهو معدن الإيمان وينبوع العلم، وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيون لا ينضبها المادحون، جعله الله ريًّا لعطش العلماء، وربيعًا لقلوب الفقهاء، ودواءً ليس بعده داء .
شفاءٌ للقلوب، وشفاءٌ للأبدان، شفاءٌ للمرء وأنيسٌ كلما ضاقت أمامه مسالك الحياة وشعابها، وافتقد الرائد عند الحَيْرة، والنور عند الظلمة،
... فهو بمثابة الروح للحياة، والنور للهداية ...
هذه الكلمات للشيخ: سعود الشريم -حفظه الله-
من هذا المنطلق ( إضاءات قرانية )
ننهل فيها من معين القران ....
.. اخوتي هي دعوه للمشاركة ..
ومن أراد المشاركه فليشارك بفائدة مع ضرورة ذكر المصدر أو قائل العبارة ..
.. الدعاء في ظهر الغيب أنفع للعبد , وأبلغ في الشكر ,وأقرب للإجابة ..
قال تعالى ( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الحديد : 17] وقد جاء بعد هذه الآية قوله تعالى( َألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد : 16]
وفي هذه إشارة إلى أن حياة القلوب تكون بذكر الله عز وجل وما نزل من الحق وهو القرآن مثل ما أن حياة الأرض الميتة يكون بالماء ,
قال مالك ابن دينار - رحمه الله - : ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض . . اهـ
وهذا أمر مشاهد ظاهر للعيان , ومن المشاهدات في هذا الأمر ما نشاهده من زكاة القلوب ورقتها في رمضان حين يتوالى عليها سماع القرآن وقرآءته ويكثر ذلك , ثم إنك ترى هذه الحياة التي حصل للقلوب في رمضان تبدأ بالتلاشي بالتدريج بعد رمضان حين تنقطع عن القرآن الكريم .
فمن أراد حياة القلب فعليه بسقيه بربيع القلوب القرآن وبكميات وكيفيات مناسبة لإحداث الحياة .
المصدر : من كتاب مفاتيح التدبر للدكتور : خالد عبد الكريم اللاحم .. أستاذ القرآن وعلومه المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
موضوع: الاضائة التانية الجمعة سبتمبر 03, 2010 5:55 pm
الإضاءة الثانيــة )) هدى ورحمة للمؤمنين ((
"يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"
يقول تعالى ـ مرغبا الخلق ، في الإقبال على هذا الكتاب الكريم ، بذكر أوصافه الحسنة الضرورية للعباد فقال :
" يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم "
أي : تعظكم ، وتنذركم عن الأعمال الموجبة لسخط الله ، المقتضية لعقابه ، وتحذركم عنها ببيان آثارها ومفاسدها .
"وشفاء لما في الصدور "
وهو : هذا القرآن ، شفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات الصادة عن الانقياد للشرع ، وأمراض الشبهات ، القادحة في العلم اليقيني . فإن ما فيه من المواعظ ، والترغيب ، والترهيب ، والوعد والوعيد ، مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة . وإذا وجدت فيه الرغبة في الخير ، والرهبة عن الشر ، ونمتا على تكرر ما يرد إليها من معاني القرآن ، أوجب ذلك تقديم مراد الله على مراد النفس ، وصار ما يرضي الله أحب إلى العبد من شهوة نفسه . وكذلك ما فيه من البراهين والأدلة التي صرفها الله ، غاية التصريف ، وبينها أحسن بيان ، مما يزيل الشبه القادحة في الحق ، ويصل به القلب إلى أعلى درجات اليقين . وإذا صح القلب من مرضه ، ورفل بأثواب العافية ، تبعته الجوارح كلها ، فإنها تصلح بصلاحه ، وتفسد بفساده ،
" وهدى ورحمة للمؤمنين "
فالهدى هو العلم بالحق والعمل به . والرحمة هي : ما يحصل من الخير والإحسان ، والثواب العاجل والآجل ، لمن اهتدى به . فالهدى ، أجل الوسائل ، والرحمة أكمل المقاصد والرغائب ، ولكن لا يهتدي به ، ولا يكون رحمة إلا في حق المؤمنين . وإذا حصل الهدى وحلت الرحمة الناشئة عنه ، حصلت السعادة والفلاح ، والربح والنجاح ، والفرح والسرور . ولذلك أمر تعالى بالفرح بذلك فقال :
" قل بفضل الله "
الذي هو القرآن ، الذي هو أعظم نعمة ومنة ، وفضل تفضل الله به على عباده
" ورحمته "
الدين والإيمان ، وعبادة الله ومحبته ومعرفته .
" فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "
من متاع الدنيا ولذاتها . فنعمة الدين المتصلة بسعادة الدارين ، لا نسبة بينها ، وبين جميع ما في الدنيا ، مما هو مضمحل زائل عن قريب . وإنما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته ، لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها ، وشكرها لله تعالى وقوتها ، وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازدياد منهما ...
يُسارعون إلى الخيرات ,؛ لأنهم الآن منهمكون في أعمال خيرة ,؛ فهمّهم المسارعة فيها ,؛ والإزدياد منها ,؛ بخلاف من يسارع إلى شيء ,؛ فكأنه لم يكن فيه أصلاً ,؛ فهو يسرع إليه ليكون فيه ..
موضوع: رد: إضاءات قرآنية ( لطائف وفوائد ) متجدد الجمعة سبتمبر 03, 2010 5:56 pm
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مكارم الأخلاق ص :28
وكل إنسان يتصل بالناس فلا بدأن يجد من الناس شيئا من الإساءة. فموقفه من هذه الإساءة أن يعفو ويصفح وليعلم علم اليقين أنه بعفوه وصفحه ومجازاته بالحسنى سوف تنقلب العداوة بينه وبين أخيه إلى ولاية وصداقة.
وقال رحمه الله في تفسير سورة فصلت :
(( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ))
{ تأملوا أيها العارفون باللغة العربية كيف جاءت النتيجة بإذا الفجائية؛ لأن (إذا) الفجائية تدل على الحدوث الفوري في نتيجتها, ولكن ليس كل أحد يوفق لذلك {
((وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ))