عائلة "عبوس" تشكو من مشاكساته المستمرة
- البحث عن علاج]البحث عن علاج
ربما تكون حالته فريدة من نوعها، وتؤهله لدخول موسوعة "جينس" العالمية للأرقام القياسية؛ فعلى رغم بلوغه التاسعة من عمره إلا أن طوله لم يتجاوز 45 سنتيمترا، فيما يبلغ وزنه 4 كيلوجرامات.
عباس حسين الحلو أو "عبوسي الصغير"، كما يناديه أقاربه في منطقة العزة جنوب العراق، صار الأشهر في بلده بطوله ووزنه، وربما مشاكساته التي عرف بها وتعاني منه أسرته، حسب قول والديه.
ويحلم الطفل العراقي بدواء ينتشله من عالم الأقزام، ويحرمه من لقب أقصر طفل في العالم.
وتقول والدته -في لقاء مع MBC في أسبوع 23 إبريل/نيسان- إن الأطباء اندهشوا من حجمه لدى ولادته، لدرجة أن الطبيبة المعالجة كانت تشكك في حملها، مشيرة إلى أن حجمه كان يستحوذ على جزء محدود من كف اليد.
وأشارت إلى أنها كانت تخشى عليه من التعرض للدهس عند زيارة أقاربها لها، وكانت تضعه في أمامها لتتمكن من رؤيته ومتابعته.
تشكو عائلة "عبوس" من مشاكساته المستمرة، فضلا عن قصر قامته، في الوقت الذي يتمتع فيه بشعبية واسعة بين أقرانه من الأطفال وجيرانه.
ويقول أقرانه في الشارع لـMBC إنهم سعداء دائما بوجود عبوسي معهم وهو يلعب معهم كل الألعاب؛ حتى الكرة وحتى المصارعة والعراك، ويفضل عبوسي اللعب دائما بالهاتف المحمول ويكلم الكبار والصغار منه، ويقول بصوته الرفيع "ألو ألو أنا عباس الحلو".
البحث عن علاج وبجانب الصغار نال عبوسي اهتمام الكبار أيضا حيث يقول أبو حظير -صاحب الدكان الوحيد في الحي الذي يسكن فيه الطفل العراقي- "دائما ما يأتي ليشتري منِّي طلبات المنزل، وكل الناس في الحي فِرحون به، وكل بيت يأخذه عنده يقضي اليوم بطوله ويعود ليلا إلى منزله".
ورغم كل المغريات الحالية لعبوس من شهرة، إلا أنه يحتفظ بأمل حصوله على دواء يعالج نقص نموه وقد ينتشله من عالم الأقزام إلى عالم طبيعي.
واستعصى توفير المال لعلاجه نظرا لقصر ذات اليد لأهله، وعندما ذهب والده إلى وزارة الصحة طلبا لعلاج ابنه، ولكنهم قالوا في الوزارة إن العلاج يتطلب أجهزة خاصة، وهي غير متوافرة لديهم الآن.
وتقول دراسة غربية أن التقزم يمثل مشكلة خطيرة بين أولئك الذين ولدوا في محافظات جنوب العراق ووسطه؛ لا سيما تلك التي شهدت أسوأ أعمال العنف والحروب المتتالية التي مر بها العراق، وجراء الحصار في فترة التسعينيات من القرن الماضي.
ويؤيد الأطباء المتخصصون في العراق نتائج تلك الدراسة، ويقول الدكتور مهدي عبد الكريم مدير مستشفى الزهراء في محافظة واسط بجنوب العراق لـMBC "بجانب العوامل الوراثية، هناك جين اكتشف حديثا في العراق وخاصةً في جنوب البلاد يعتبر هو المسئول عن قصر القامة، وسبب ذلك تعرض تلك المناطق لإشعاعات وأسلحة فتاكة استخدمت في حروب العراق المتتالية، وهي سبب أساسي في تشوه الأجنّة والتقزم الشديد عند الطفل عباس".