كابول/
بدأت قوات الحلف الأطلسي في ولاية قندهار مهد حركة "طالبان" في الجنوب
الأفغاني، عمليتها الأكثر طموحا خلال تسع سنوات من الحرب والتي تشكل
اختبارا حاسما لاستراتيجيتها في مكافحة التمرد.
وبدأ قسم كبير من
الجنود الأمريكيين المرسلين كتعزيزات إلى أفغانستان التوجه إلى قندهار
الذي أهملته قوات التحالف لفترة طويلة وحيث يحقق المتمردون مكاسب على
الأرض.
ويتمثل الهدف من العملية في مساعدة القوات الأفغانية على إرساء
سلطة الحكومة في هذه الولاية التي يتسلل عناصر "طالبان" إلى عاصمتها
المأهولة بثمانمئة ألف نسمة، وستشمل العملية ثلاث مناطق وهي المناطق
المحيطة بقندهار التي تستخدم قاعدة للمتمردين خصوصا زهاري إلى الغرب
وارغنداب إلى الشمال والجوار المباشر لقندهار للسيطرة على منفذها، وفي
داخل العاصمة جنوبا حيث ستكثف القوات الأجنبية جهودها لتدريب شرطة أفغانية
لا تحظى بالثقة وتفتقر للعناصر.
ولخص ضابط أمريكي الوضع بقوله نريد في آن واحد تحسين الأمن والشعور بالأمان في داخل المدينة وحولها.
كما
تعتزم القوات تفادي قدر الإمكان استخدام القوة داخل قندهار بغية عدم دفع
السكان إلى أحضان المتمردين، لكن هذه المعركة تبدو معقدة برأي عدد من
العسكريين والخبراء، ففي الوقت الذي استؤنفت فيه المعارك مع تحسن الظروف
المناخية اغتالت "طالبان" في الأسابيع الأخيرة 12 من الشخصيات المحلية
وشنوا هجمات بالصواريخ على قاعدة قندهار العسكرية.
والشق العسكري ليس
سوى واحدا من اوجه العملية، ففي قندهار سيتعين على الحلف الأطلسي أيضا حل
المشكلة الشائكة لفساد السلطات المحلية، أما على الصعيد السياسي
فاستراتيجية الحلف ليست واضحة.
في سياق متصل، أعلن نائب رئيس الوزراء
الروسي سيرغي ايفانوف أن موسكو تقدم استشارات للقادة الأمريكيين بشأن
أفغانستان لكنها لن ترسل أبدا قوات مجددا إلى هذا البلد.